تعد ألعاب الفيديو الرياضية من أكثر الأنواع شعبية في العالم، وتحتل ألعاب كرة القدم مكانة خاصة في قلوب الملايين. من بين هذه الألعاب، تبرز eFootball™ كواحدة من أبرز العناوين التي طورتها شركة كونامي (Konami)، والتي كانت تُعرف سابقًا باسم Pro Evolution Soccer (PES). في هذا المقال، سنستعرض رحلة هذه اللعبة، منذ بداياتها وحتى تحولها إلى eFootball™، مع التركيز على أسلوب اللعب، التغييرات التي شهدتها، والتحديات التي واجهتها، بالإضافة إلى تأثيرها على عشاق كرة القدم الافتراضية.
البدايات: من PES إلى eFootball™
بدأت سلسلة Pro Evolution Soccer في عام 1995 تحت اسم Winning Eleven في اليابان، حيث قدمت كونامي تجربة جديدة في عالم ألعاب كرة القدم. على عكس منافستها الرئيسية FIFA من شركة EA Sports، ركزت PES على تقديم تجربة واقعية في أسلوب اللعب والتحكم بالكرة، مما جعلها المفضلة لدى الكثير من اللاعبين الذين يبحثون عن محاكاة دقيقة للرياضة. مع مرور السنوات، تطورت السلسلة لتصبح واحدة من أقوى العناوين في السوق، مع رسومات محسنة، وأنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة، وميكانيكيات لعب معقدة.
في عام 2021، أعلنت كونامي عن خطوة جذرية بتحويل السلسلة إلى eFootball™، وهي لعبة مجانية تعتمد نموذج “اللعب الحر” (Free-to-Play) بدلاً من الإصدارات السنوية المدفوعة. كان الهدف من هذا التحول هو توسيع قاعدة اللاعبين، وجعل اللعبة متاحة للجميع، مع تقديم تحديثات مستمرة بدلاً من إصدارات جديدة كل عام. لكن هذا التحول لم يخلُ من التحديات، كما سنرى لاحقًا.
أسلوب اللعب: الواقعية في صميم التجربة
إحدى أبرز نقاط قوة eFootball™ هي تركيزها على الواقعية. تم تصميم اللعبة لمحاكاة حركة اللاعبين، تفاعل الكرة، والتكتيكات الاستراتيجية بطريقة تجعل اللاعب يشعر وكأنه يشارك في مباراة حقيقية. على سبيل المثال، نظام التحكم بالكرة يتيح للاعبين تنفيذ حركات دقيقة مثل المراوغة، التمرير القصير، والتسديد بزوايا مختلفة، مما يعكس مهارات اللاعبين الحقيقيين مثل ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو.
كما أدخلت كونامي تقنية Motion Matching في eFootball™، وهي تقنية متقدمة تحلل حركات اللاعبين الحقيقيين وتنقلها إلى اللعبة بدقة عالية. هذا النظام يجعل الحركات تبدو طبيعية أكثر مقارنة بالرسوم المتحركة التقليدية، مما يعزز من تجربة اللعب. بالإضافة إلى ذلك، تتيح اللعبة تخصيص التكتيكات بشكل عميق، حيث يمكن للاعب ضبط مواقع اللاعبين، أسلوب الهجوم، والدفاع حسب رؤيته الخاصة.
نموذج اللعب المجاني: فرص وتحديات
تحول eFootball™ إلى نموذج مجاني كان خطوة جريئة من كونامي. على عكس الإصدارات السابقة التي كانت تُباع بسعر كامل، أصبح بإمكان أي شخص تحميل اللعبة مجانًا والاستمتاع بالمباريات الأساسية. تعتمد اللعبة على نظام المشتريات داخل التطبيق (Microtransactions)، حيث يمكن للاعبين شراء عملات افتراضية للحصول على لاعبين مميزين، أطقم فرق، أو محتوى إضافي.
هذا النموذج فتح الباب أمام جمهور أوسع، خاصة في الأسواق الناشئة حيث قد يكون سعر الألعاب التقليدية عائقًا. لكنه أثار أيضًا انتقادات حادة من اللاعبين المخضرمين الذين اعتادوا على تجربة كاملة دون الحاجة إلى دفع مبالغ إضافية. كما أن الإطلاق الأولي للعبة في عام 2021 كان مخيبًا للآمال بسبب الأخطاء التقنية، ضعف الرسومات مقارنة بالتوقعات، ونقص المحتوى، مما جعلها تواجه موجة من التقييمات السلبية.
التحديات والانتقادات
عند إطلاق eFootball™ في سبتمبر 2021، واجهت اللعبة عاصفة من الانتقادات. اللاعبون اشتكوا من مشاكل مثل الأخطاء في الرسوم المتحركة، تأخر في الاستجابة، وضعف جودة الرسومات مقارنة بـ PES 2021. بعض المشاهد الكوميدية، مثل تعابير الوجه الغريبة للاعبين، أصبحت مادة للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الأداء الضعيف جعل eFootball™ تُسجل كواحدة من أسوأ الألعاب تقييمًا على منصة Steam في ذلك الوقت.
ردت كونامي على هذه الانتقادات بسرعة، حيث أصدرت اعتذارًا رسميًا ووعدت بتحديثات مستمرة لتحسين اللعبة. منذ ذلك الحين، عملت الشركة على إصلاح الأخطاء، تحسين الرسومات، وإضافة محتوى جديد مثل بطولات وفرق إضافية. بحلول عام 2025، أصبحت اللعبة في حالة أفضل بكثير، لكنها لا تزال تحاول استعادة ثقة بعض المعجبين القدامى.
التأثير على مجتمع اللاعبين
على الرغم من التحديات، لا يمكن إنكار أن eFootball™ تركت بصمة في عالم الألعاب الرياضية. اللعبة جذبت ملايين اللاعبين الجدد بفضل نموذجها المجاني، كما أنها شجعت على المنافسة عبر الإنترنت من خلال طور eFootball League، الذي يتيح للاعبين التنافس عالميًا. كما أن التعاون مع أندية كبيرة مثل برشلونة ومانشستر يونايتد أضاف لمسة من الأصالة للتجربة.
بالنسبة للمجتمع العربي، أصبحت eFootball™ خيارًا شائعًا بين الشباب، خاصة مع توفر اللعبة على منصات متعددة مثل الهواتف الذكية، الحواسيب، وأجهزة الكونسول. الدوريات المحلية التي ينظمها اللاعبون في المنطقة العربية، سواء عبر الإنترنت أو في مقاهي الألعاب، تعكس شعبية اللعبة وتأثيرها الاجتماعي.
النظرة المستقبلية
مع استمرار كونامي في تحديث eFootball™، يبدو أن اللعبة تسير على الطريق الصحيح لاستعادة مكانتها كمنافس قوي في سوق ألعاب كرة القدم. التحديثات الموسمية، إضافة المزيد من الفرق والبطولات، وتحسين تجربة اللعب عبر الإنترنت كلها عوامل قد تساهم في نجاحها على المدى الطويل. لكن المنافسة مع FIFA (أو EA Sports FC كما أصبحت تُعرف الآن) لن تكون سهلة، خاصة مع قاعدة الجماهير الكبيرة التي تمتلكها الأخيرة.
في النهاية، يمكن القول إن eFootball™ تمثل تجربة طموحة في عالم الألعاب الرياضية. رغم العثرات التي واجهتها في البداية، فإنها تظل دليلاً على قدرة الابتكار على تغيير قواعد اللعبة. بالنسبة لعشاق كرة القدم، سواء كانوا لاعبين عاديين أو محترفين في الرياضات الإلكترونية، تقدم eFootball™ فرصة للاستمتاع بمحاكاة ممتعة ومتطورة، مع وعد بمستقبل أكثر إشراقًا إذا استمرت كونامي في الاستماع إلى مجتمع اللاعبين.
■ Feature Addition and Changes
・ As a measure introduced to strengthen protections provided to minors, parental consent may be required to play eFootball™ if users select certain countries/regions as their place of residence following the v4.3.0 update.
Fixes for various other issues were also applied in this update.
Check out the News section in-game for more information.